بقاء هادي في الرئاسة
الإثنين, 09 أبريل, 2018 - 11:02 مساءً

بقاء هادي في الرئاسة لعنةُ مؤكدة، وإسقاطه لعنتين محققتين، إصلاحه أمر متعذر، وإسقاطه مجازفة مكتملة..! فترة ولاية هادي غير محددة بزمن، هي سائلة مثل شخصيته تمامًا، هو كائن لزج وغامض، يصعب التكهن بتصرفاته كثيرًا، وكذلك الحال بالنسبة لفترة ولايته، حيث يصعب تحديدها والفصل بنهايتها بشكلٍ قطعي، فما دامت ولايته مرتبطة بإنجاز متطلبات المرحلة الإنتقالية، فهذا يعني أن إسقاطه تجاوزًا لشرط أساسي لم يتحقق بعد، صحيح أن أداءه البطيء وإدارته المرتبكة سببًا في تأخر استكمال عملية التحول، وهذا ما قد يمنحنا الحق في التفكير بوضع حدٍّ لولايته، واستكمال ما تبقى من مهام تحت إمرة شخصيّة أكثر حيوية وملائمة لروح المرحلة؛ لكنّ المطالبة بإسقاطه خيار محفوف بالمغامرة، وحركة خطيرة سوف تضعنا أمام مأزقٍ دستوري مشابهه لحالة الانقلابيين، ناهيك أن هادي ليس كلّ المشكلة، والقادم الذي سيخلُفه قد لا يتمكن من استعادة زمام المبادرة كلها، ما دام العطل يكمن في منظومة مؤسسة الرئاسة والحكومة بشكلٍ كامل وليس في شخص الرئيس فحسب..! هادي كائن غريب ومنفلت ونحن في مأزق تأريخي حقيقي، وفي لحظة كهذه، أمامنا منهجين للتعامل مع الموقف: إما الاستمرار في محاولات إصلاح ما يكن إصلاحة في الإدارة الحالية وشخصوها، والعمل على تكثيف حملات الضغط الشعبي والإعلامي عليها؛ لتحسين أداءها، ومراقبة سلوكها أو الذهاب في مغامرة كاملة والاشتغال على إسقاطهم، وفي هذا الخيار الثاني، لدينا طريقتين أيضًا: الأولى تشكيل لوبي شعبي ودولي للضغط على الرئيس بنقل صلاحياته لشخصية أخرى، أو العمل على دفعه للاستقالة بذات الأدوات، وتدبر صيغة قانونية لترتيب انتقال سلطته..! باختصار: يجب أن نستعيد زمام المبادرة ونتحرك لفعل شيء، من الجنون أن نُفلت مصيرنا إلى هذه الدرجة، ونقعد لاحتراف الشكوى والضجر، في اللحظات الحرجة يجب أن تقول الشعوب شيئًا، في لحظات الانسداد التأريخي يتوجب أن تحتشد الجماهير وتفتح ثقبًا في الجدار، البقاء هكذا في حالة خدر كامل يجعلنا فريسة طويلة للتيه، ويمنح الأخرين اطمئنانا كاملًا للعبث بنا دون نهاية. 

قليل من الصخب، قليل من الضجيج، كثير من السخط وكثير من العمل الشعبي المنظم، وقدرً كافيًا من الحراك الاعلامي، بهذا يمكننا استعادة تأثيرنا على مسار الأحداث، وجعلهم في حالة قلق دائم، لا تستهينوا بقدرتكم على الفعل والتأثير، لا تقللوا من شأن فعاليتكم، فلا شيء يُرعب السلاطين الكسالى والفاسدين أكثر من صراخ الجماهير الجوعى قُرب أذانهم..!

التعليقات