جولة جديدة من الصراع والمفاوضات في اليمن
الإثنين, 30 أبريل, 2018 - 09:58 صباحاً

التقى المبعوث الأممي مارتن غريفت رئيس المجلس السياسي صالح الصماد قبل أيام من مقتله في صنعاء، وهو لقاء تم تأجيله أكثر من مرة بسبب الأوضاع الأمنية في اليمن.
 
 اللقاء يؤكد طبيعة الدور الذي كان يؤديه الرجل في الأزمة اليمنية؛ فغيابه سيكون له انعكاسات سلبية على عملية التفاوض، وسيعطل الزخم الذي حمله مارتن غريفت معه لتحريك العملية السياسية في اليمن من خلال المفاوضات.
 
 تعطل المفاوضات السياسية سيقابل بتصعيد كبير في الجبهات على طول الساحل الغربي والحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية، وسيعطي مزيدا من الوقت للأطراف كافة لمحاولة تحسين واقعها الميداني ليرفع من وتيرة المواجهات المسلحة، الأهم من ذلك كله أنه سيعطي الحلفاء المتشاكسين سواء في معسكر الانقلاب أم معسكر الشرعية مزيدا من الوقت؛ لمحاولة إدارة صراعاتهم المتفاقمة، كما هو الحال في محافظة تعز وعدن.
 
 غياب الصماد لن يقتصر تأثيره على الواقع الميداني لتركيبة التحالفات اليمينية، بل سينعكس سلبا على الأرجح على الدور الذي تسعى سلطنة عُمان لتأديته في عملية التفاوض والمساومات القائمة في اليمن؛ فالسلطنة استثمرت إلى حد معقول في الزخم الذي وفره تعيين مارتن غريفت، واستقبلته كما استقبلت وزير الخارجية البريطاني الذي قام بجولة في المنطقة ترافقت مع تسلم المندوب الأممي أعماله.
 
 روسيا كان لها أيضا نصيب من جهود دعم المسار التفاوضي؛ إذ أقامت علاقات قوية مع المجلس السياسي والصماد تحديدا؛ فغيابه سيحتاج منها مزيدا من الوقت إلى حين ظهور شخصية سياسية بنفس حجم ووزن الصماد.
 
 غياب الصماد عطل العملية التفاوضية، وأخرها معطيا فسحة من الزمن إلى حين اتضاح صورة الموقف الأمريكي من إيران وقدرتها على تعديل ميزان القوة الإقليمي والدولي، ولكن غياب الصماد لن يوقفها بالكامل، كما لم يوقف الصراعات الداخلية سواء بين الخصوم أم الحلفاء المتشاكسين؛ فالأطراف الدولية والإقليمية كافة، مقتنعة بضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، حل مهما تأخر فإنه بالنهاية الطريق الوحيد الممكن اتباعه لإنهاء الصراع في اليمن.
 
 فحالة التأرجح الناجمة عن غياب الصماد، نمط ليس بجديد على اليمن، بل بداية لجولة جديدة من الصراع والمفاوضات تطيل الحرب ولا تنهيها. حرب أصبحت مرتبطة إلى حد كبير بإرادة القوى الإقليمية والدولية المنخرطة فيها، وتوازنات القوة المختلة وغير المستقرة إقليميا ودوليا.
 
 *السبيل الأردنية

التعليقات