النسب كسبب للمضايقات
الثلاثاء, 10 يوليو, 2018 - 08:56 مساءً

أشعر بالقهر، من ينصفني من هؤلاء، أنا مواطنة يمنية أتعرض للإساءة والقذف كلّ يوم بسبب لقبي وتهمة النسب الهاشمي.

تغاضيت كثيرًا، إلا أنّ الكثير منهم لم يتوقفوا عن تفريغ حقارتهم كل يوم وبنفس السخافة. لم أعد أملك القدرة علي مزيد من الصبر، أنا لا أدري بأي حق أتعرض للطعن كل يوم، لا أفقه ما هو ذنبي الذي ارتكبته؛ كي أواجه كل هذه السفالة منذ فترة طويلة.

يا قوم، تعبت من تكرار هذه الأفكار المبدئية المعروفة للجميع، أنا لم أختر نسبي ولا عائلتي، لم اخترها، وفي ذات الوقت لا أؤمن بأفضليتها ولا أحتقرها، أنا بشر مثلكم، ولدت كما يولد الناس، لي ما لهم وعليّ ما عليهم، أكفر بالتمييز السلالي كفرا بواحًا، وألحد بالاصطفاء الهاشمي كما ألحد بالشيطان، ومنذ عرفت نفسي كنت أنبذ فكرة أنني مخلوق مميز، كبرت وازدادت احتقارا لهذا التمييز، ولم أتوقف عند ذلك الرفض الداخلي للتميز فحسب؛ بل سعيت بمعرفتي المتواضعة وبكل ما أملك للدفاع عن قيم المساواة المطلقة والمواطنة المتساوية، وما زلت منخرطة بكل نشاط مدني يدافع عن قيم الإنسان الحديث بعيدا عن خرافات الاصطفاء والسلالية..!

ومع كل هذا لم أسلم من أذاهم، وجاء اليوم من يهيننا بسبب تلك الأفكار التي ناهضناها وكفرنا بها مذ عرفنا أنفسنا، يصرون على تلبيسنا فكرة لا نؤمن بها، ويحشرونا قسرًا داخل قوقعة تافهة، ثم يتخذون من نسبنا مبررا لاستهدافنا وتحقيرنا بذلك الشكل الجماعي المفزع..!

بالطبع، أنا لست عاجزة عن الدفاع عن نفسي بنفس اللغة التي يستخدمها هؤلاء الحقراء؛ لكنني أرفض الانخراط في حفلة التفاهة تلك، وقبل هذا أقول في نفسي منذ متى كان النسب تهمة حتى أترافع ضدّ من يتهمووني به وكأنني مدانة بنسبي ما لم أثبت براءتي منه.. ؟!

على كل حال، من الجيد أن يعرف بعض الأقيال أنهم لا يقلون قذارة عن بعض الهاشميين الذي يدعون الأفضلية على باقي البشر، فمن يحتقر الناس ويقذفهم بداعي أنسابهم لا يختلف كثيرا عن من يدعي الإصطفاء على باقي الناس ويحتقرهم لكونهم لم يولدوا من سلالته، الفرق هو أن الأقيال يهينون كرامة الناس علنًا بسبب مولدهم من سلالة معينة والسلاليون يهينون كرامة الناس بسبب عدم مولدهم من ذات السلالة.

انظروا كيف تشابه الحقراء.. عليكم الغضب يا سفاء البلاد الجريحة، متى تخجلون أنفسكم وتحترمون الإنسان كل الإنسان وتتتوقفون عن جريمة احتقاره بدوافع مريضة ومنطق مغلوط..!

ملاحظة: حديثي هو عن بعض الزائفيين ممن يدعون القومية ويمثلونها بشكل مشوه، وأما باقي الأقيال فكل المجد لهم ، المجد والعظمة للقوميين الشرفاء، أحفاد الحميريين الشامخين وممثلي الطين اليمني الأول والنقش الأصيل.

*نقلا عن صفحة الكاتبة بالفيسبوك.
 

التعليقات