الاصلاح في الإمارات
الثلاثاء, 13 نوفمبر, 2018 - 02:04 صباحاً

لا يمكن أن تحدث مصالحة حقيقية بين الإصلاح والإمارات ولو يعلن الحزب سجوده الدائم بين يدي محمد بن زايد، الأمر لا يتعدى كونه مجرد تكتيكات ظرفية تتطلبها المرحلة، فيما يبقى الإستعداء الإماراتي للإصلاح ولأي تنظيم حركي؛ أمر منهجي وثابت ويمثل الأرضية التي تصوغ سياسات الإمارات كليًّا إزاء المنطقة..!
 
الإمارات دولة بلا أيديولوجيا ذاتية، وتفتقد للفلسفة السياسية المتجانسة وأيديولوجيتها الوحيدة هي مناهضة مشروع التغير في المنطقة والتصدي لكل من يتبنى مشروع الديمقراطية ويدعم خيارات الشعوب في التحرر. ولهذا تستميت هذه الدولة في تقويض كل الجماعات التي تمتاز بالطابع الحركي الثوري وتسعى لإقامة نظام يستند على الإرادة الشعبية الحرة على أنقاض النظام العربي المتهالك..!
 
بهذه المنهجية المعادية للشعوب والنزوع الإمبريالي الصاعد تسعى الإمارات؛ لتسويق نفسها للغرب كحليف ديناميكي جديد يمثل بديلا مستقرًا للدول العربية المركزية التي ضربتها الثورات. ومن هذا المنطلق تكون أي إحتمالية للتحالف بينها وبين القوى التي دعمت الثورات أمرًا مستحيلًا ..!
 
منذ ما قبل الثورات والإمارات على علاقة موثوقة بالغرب؛ لكنها الآن تستغل حالة الفراغ بالمنطقة وانشغال الدول العربية بأمورها الداخلية؛ كي تضاعف من نفوذها الإقليمي وبما يزيد موثوقية الدول الغربية بها؛ كحليف استراتيجي عسكريا وسياسيا واقتصاديًا، يضمن مصالحها وتؤكل له محاربة الإرهاب وكبح جماح الشعوب..!
 
لهذا لا يمكن التعويل على أي لقاءات سياسية بين هذه الدولة وبين أي قوة سياسية عربية مستقلة وترفض المساومة على قضايا الشعوب وأحلامها بالتحرر والاستقلال التأريخي الشامل من أي تبعية لهذه الدولة أو تلك في الإقليم
 

التعليقات