بعد أن أسست لها دولة.. بريطانيا قد تتخلى عن إسرائيل بسبب قناة الجزيرة
- ساسة بوست الإثنين, 20 فبراير, 2017 - 12:32 مساءً
بعد أن أسست لها دولة.. بريطانيا قد تتخلى عن إسرائيل بسبب قناة الجزيرة

كانت بريطانيا أول من دعمت تواجد إسرائيل بالتصريح الشهير لوزير الخارجية البريطاني عام 1917 والمعروف تاريخيًا بـ«وعد بلفور» بتأسيس وطن قومي لليهود في الأراضي الفلسطينية. ولكن قبل أيّام شكّل البرلمان البريطاني لجنة تقصي حقائق للعمل على قضية تدخل السفارة الإسرائيلية في السياسة البريطانية، وذلك بعد أن أذاعت قناة الجزيرة الإنجليزية تحقيقًا صحافيًا على أربع حلقات شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، يكشف عن تدخل إسرائيلي عميق في السياسة البريطانية لكسب مزيدٍ من الدعم وإبعاد معارضي إسرائيل وسياساتها عن المشهد السياسي البريطاني.
 
وصرح  كريسبن بلانت رئيس اللجنة لقناة الجزيرة بأنه رغم إغلاق الحكومة البريطانية للملف، إلا أن البرلمان يعود لفتح الملف مُجددًا؛ «لأنه ليس من اللائق أن تحدد إسرائيل مسار العملية الديمقراطية في بريطانيا»، على حد تعبير رئيس اللجنة.
 
وكان المتحدث باسم الحكومة البريطانية قد سبق وصرح بأن فضيحة تدخل السفارة الإسرائيلية في لندن وتلاعبها بالسياسة البريطانية قد أُغلقت، لكن حزب العمل بقيادة جيرمي كوربين أثار حملة ضد إسرائيل، مُطالبًا رئيس الوزراء البريطانية بشكل رسمي بالتدخل للحصول على رد رسمي من إسرائيل تعليقًا على ما كُشف عنه. ورغم استجابة رئيس الوزراء في البداية إلا أن المباحثات بينها وبين إسرائيل التي اتسمت بالسرية والغموض، أسفرت عن رد فعل مُفاجئ من قبل الحكومة وهو التصريح بانتهاء الأزمة!
 
كريس بلانت وهو نائب برلماني عن الحزب المحافظ الذي تنتمي له رئيس الوزراء الحالية تريزا ماي، انضم هو ومجموعة أخرى من النواب المحافظين لحملة حزب العمل من أجل تحقيق رسمي في الواقعة، وهو ما حدث بالفعل إذ يترأس كريسبن بلانت هذه اللجنة.
 
وأثار تحقيق قناة الجزيرة الإنجليزية «The Lobby» أزمة حقيقية بين الحكومة البريطانية ونظيرتها الإسرائيلية، إذ يكشف بالحقائق المصورة، ومن بينها مجموعة كبيرة من اعترافات مسؤولين في السفارة الإسرائيلية بلندن؛ عن التدخل الصريح لإسرائيل في مسار العملية السياسية في بريطانيا.
 
وأُذيعت أربع حلقات مُصوّرة للتحقيق على قناة الجزيرة الإنجليزية الشهر الماضي. وقد استغرق العمل على التحقيق نحو ستة أشهر لجمع المعلومات، زرع خلالها صحافي الجزيرة ويُدعى روبن، نفسه داخل المجتمع الإسرائيلي في لندن، ولإخفاء هويته سجّل روبن نفسه عضوًا جديدًا في حزب العمل البريطاني، وأطلق مدونة شخصية إلكترونية وحسابًا على موقع التدوينات القصيرة تويتر، ليدون من خلالهما كأنه ناشط سياسي مُتعاطف مع إسرائيل. وبعد شهر من حضور الاجتماعات داخل حزب العمل وداخل حركة «أصدقاء إسرائيل في حزب العمل»، تعرف روبن على الشخص الذي كان يستهدفه هذا التحقيق وهو «شاي ماسوت»، الدبلوماسي الإسرائيلي الذي يمتلك خيوط لعبة إسرائيل في العملية السياسية البريطانية.
 
واستطاع روبن تكوين صداقة قوية مع شاي ماسوت؛ حتى إنه بدأ بتقديمه لمسؤولين آخرين في السفارة على أنه ناشط مهم في حركة أصدقاء إسرائيل في حزب العمل، وفي مؤتمر حزب العمل السنوي قدمه لمجموعة أخرى من المجتمع الإسرائيلي على أنه رئيس لجنة الشباب في حركة أصدقاء في حزب العمل.
 
وتستهدف السفارة الإسرائيلية حزب العمل بالأساس، كون أن رئيسه الحالي، ولأول مرة، يمتلك سجلًا طويلًا في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، كما أنّه من أكبر الداعمين لحركة «BDS»، أبرز الحركات الدولية المناهضة للممارسات الإسرائيلية المنافية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
 


التعليقات