60 رأساً حربياً نووياً رهن إشارته.. تعرَّف على الرجل الذي يمكنه أن يطلق شرارة الحرب العالمية الثالثة
- هاف بوست عربي الجمعة, 11 أغسطس, 2017 - 10:46 مساءً
60 رأساً حربياً نووياً رهن إشارته.. تعرَّف على الرجل الذي يمكنه أن يطلق شرارة الحرب العالمية الثالثة

إنه الظل الذي يلازم كيم جونغ-أون، الرئيس الكوري الشمالي، ويتبعه في كل شيء من إطلاق الصواريخ إلى استعراض العساكر.

كثيراً ما يُرى الجنرال كيم راك-غيوم وفق صحيفة دايلي ميل البريطانية وعلى وجهه ابتسامة وهو يمازح مرؤوسيه، لكنه كرئيسه المستبد أكثر خطورة مما قد يبدو من مظهره الخارجي، حسب تقرير للدايلي ميل البريطانية.

وبصفته رئيس قيادة صواريخ كوريا الشمالية فإنه يعتقد أن إصبعه هو الذي يملك سلطة الضغط على زر السلاح النووي الشهير، حيث الاعتقاد السائد هو أن 60 رأساً حربياً نووياً موضوعةٌ تحت أمره ورهن إشارته، وفق ما ذكرت صحيفة دايلي ميل.

وتأجَّج التوتر في المنطقة منذ أطلقت كوريا الشمالية، التي اختبرت إطلاق قنبلتين نوويتين العام الماضي، صاروخين عابرين للقارات في تجربتين، خلال يوليو/تموز الماضي، في تحدٍّ للقوى العالمية.
وقال ترامب إنه لن يسمح لبيونغ يانغ بتطوير سلاح نووي قادر على إصابة الولايات المتحدة.

وقبل ساعات من إعلان كيم جونغ-أون عن نيته النظر في حيثيات ضرب الجزيرة النائية الواقعة في المحيط الهادئ والتي تؤوي آلاف الجنود والغواصات الأميركية، كان ترامب قد تعهد "بالنار والغضب" إن تهدد بلده.

فزاد عليه كيم راك-غيوم بوصف تصريحاته بـ"كمٍ من الكلام الفارغ" ونعت الرئيس الأميركي بـ"الخرِف."

وتابع "إن الحوار السليم غير ممكن مع شخص كهذا يعوزه المنطق" زاعماً أن إتمام خطة غوام سيكون بحلول منتصف أغسطس.

وقال إن الشمال الكوري ينوي إطلاق 4 صواريخ في آن معاً، ستستغرق بالضبط 17 دقيقة و45 ثانية لتقطع مسافة 3357 كيلومتراً قبل الهبوط على بعد 38.6 كيلومتراً من غوام، أي خارج المياه الأميركية الإقليمية.

يقول تقرير دايلي ميل لو صدقنا لهجته وكلامه، إذاً فإن عينيه مسلطتان على قاعدة أميركية عسكرية في غوام تبعد 3380 كيلومتراً عن شبه الجزيرة الكورية.

ولا يُعرف الكثير عن هذا الضابط الغامض الذي وقف اليوم متحدياً ترامب في واحدة من أهم أحداث التصعيد التي تدور بين البلدين.

والواقع أن المصادر والمنافذ الإخبارية -ومنها الكورية الجنوبية الجارة- يبدو أنها غير متفقة على أي رجل من حاشية وبطانة كيم جونغ –أون هو فعلاً.

لكننا نعرف أن كيم رامك-غيوم قد تمت ترقيته من جنرال ذي نجمتين إلى ذي 4 نجوم في يونيو/حزيران 2012، أي بعد حوالي 6 أشهر من صعود كيم جونغ-أون وتوليه السلطة.

تم تعيينه قائداً لقيادة القوات الصاروخية الاستراتيجية المستحدثة في كوريا الشمالية، في أولى الإشارات إلى أن كيم جونغ-أون يريد تسريع عجلة برنامج البلاد الصاروخي.

وقد ذكرت صحيفة The Australian الأسترالية أن استحداث هذه القوات وضع تطوير الصواريخ على نفس السوية مع الجيش والقوات الجوية، كما أعطى كيم راك-غيوم خطاً مباشراً مع الرئيس.

وكان الرئيس الكوري الشمالي قد قال ذات مرة "عندما يكون المرء على درجة كبيرة من التسليح والقدرة على تنفيذ ضربات عالية الدقة بالسلاح النووي.. عندها لا يمكن أن يتجرأ معتدٍ على مهاجمته برعونة."

لكن منصب اليد اليمنى لكيم جونغ –أون لا يخلو من مخاطره الفريدة.

ففي فبراير/شباط وبعد سلسلة اختبارات فاشلة للصواريخ البالستية النووية العابرة للقارات، قيل أن كيم راك-غيوم اختفى ولم يُرَ 6 أشهر حتى في يوم الذكرى الـ69 لتأسيس جيش الشمال.

لكنه ظهر بعدها بشهر أثناء مناسبة إطلاق صاروخ كوري شمالي زعم فيه الجيش أنه يتمرن على ضرب القواعد العسكرية الأميركية في اليابان.


ثم بعد سلسلة نجاحات في اختبارات إطلاق الصواريخ التي أغضبت قادة العالم، شوهد كيم جونغ-أون نفسه يحتفل ويعانق الرجال الـ3 إياهم ويشاركهم التدخين احتفالاً.

ويشكل هذا الثلاثي الذي يشاهد كثيراً في الصور وعلى التلفزيون مع كيم جونغ-أون، مصدر اهتمام كبير للمجتمع الغربي وأجهزة استخباراته نظراً لأن هؤلاء هم قمة هرم المسؤولية في تلك الدولة الغامضة المتكتمة ذات برنامج الصواريخ الذي تتسارع عجلة تطوره بشدة.

فمن هؤلاء الثلاثة؟ إنهم الجنرال السابق في القوة الجوية ري بيونغ تشول، وعالم الصواريخ المخضرم كيم جونغ سيك، ورئيس قسم تطوير الأسلحة جانغ تشانغ ها.

وعلى عكس معظم مسؤولي كوريا الشمالية فقد أظهر تلفزيون البلاد أن 2 من هؤلاء الـ3 قد استقلا الطائرة الرئاسية الخاصة Goshawk-1 مع الرئيس كيم، حيث تستمد الطائرة اسمها من الطائر الذي هو الرمز الوطني للبلاد.

وإلى جانب كيم راك-غيوم فإن هؤلاء الثلاثة لا غنى عنهم أبداً في برنامج تطوير أسلحة كوريا الشمالية ذي العجلة المتسارعة.

ولا ينحدر كيم جونغ سيك ولا جانغ تشانغ ها من عائلات نخبوية مثلما هو الحال مع العديد من كبار مسؤولي الطبقة الحاكمة في كوريا الشمالية، حسب ما يقوله خبراء في القيادة الكورية الشمالية.



أما عن ري بيونغ تشول القائد السابق في القوة الجوية فيزعمون أنه كان يرتاد أحد المدارس المرموقة في كوريا الشمالية، لكن الرئيس كيم جونغ-أون اختاره هو والاثنين الآخرين بيده.

وأما عالم الصواريخ من بين هؤلاء الثلاثة فهو كيم جونغ سيك الذي بدأ مشواره المهني عاملاً تقنياً في الطيران المدني.

الآن يرتدي كيم جونغ سيك الزي الموحد للجنرالات العسكريين في قسم تصنيع الذخائر العسكرية، وفق ما قاله خبراء في الحكومة الكورية الجنوبية.

ومن بين الـ3 فإن أقل المعلومات تُعرَفُ عن جانغ تشانغ ها، رئيس أكاديمية علوم الدفاع الوطنية التي كانت سابقاً تعرف باسم الأكاديمية الثانية للعلوم الطبيعية.

ومنوطٌ بهذا الفريق مهمات أبحاث البلاد السرية وتطوير أنظمة أسلحتها المتقدمة "منها الصواريخ وربما الأسلحة النووية" وفق ما قالته وزارة الخزانة الأميركية عام 2010 عندما اتخذت القرار بإدراج الثلاثة على لائحتها السوداء.

لكن الخزانة الأميركية قالت أن المنظمة تحصل على التكنولوجيا والمعدات والمعلومات من مصادر خارج البلاد لاستخدامها في برامج الأسلحة، وقد أضيف جانغ إلى القائمة السوداء لوزارة الخزانة في ديسمبر/كانون الأول 2016.

تصاعد التوتر بين أميركا وكوريا الشمالية.. لكن ماهو موقف الصين

ذكرت صحيفة غلوبال تايمز الصينية، التي تديرها الدولة، الجمعة 11 أغسطس/آب 2017، أن الصين يجب أن تلزم الحياد إن شنت كوريا الشمالية هجوماً يهدد الولايات المتحدة، وهو ما يحمل بين طياته تحذيراً لبيونغ يانغ من مغبة الإقدام على إطلاق صواريخ قرب جزيرة "غوام" الأميركية بالمحيط الهادي.

وجاء ذلك في مقال افتتاحي بالصحيفة الصينية النافذة، بعد أن صعّد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من حدّة لهجته تجاه كوريا الشمالية مرة أخرى، الخميس 10 أغسطس/آب الجاري، قائلاً إن تحذيره السابق لها من أنها ستواجه "ناراً وغضباً لم يرهما العالم قط" إن هي شنت هجوماً ربما لم يكن صارماً بما يكفي.

وقد كررت الصين، وهي أهم حليف وشريك تجاري لكوريا الشمالية، دعواتها للهدوء خلال الأزمة الحالية، وعبّرت عن خيبة أملها لتكرار بيونغ يانغ تجاربها النووية والصاروخية ولسلوك كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، مثل إجراء تدريبات عسكرية، وهو ما تراه تصعيداً للتوتر.

وقالت"غلوبال تايمز"، التي تحظى بقراءة واسعة، لكنها لا تمثل سياسة الحكومة: "يجب أن توضح الصين أيضاً أنه إذا بادرت كوريا الشمالية بإطلاق صواريخ تهدد التراب الأميركي وردَّت الولايات المتحدة، فستلتزم الصين بالحياد".

وتابعت: "وإذا نفذت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ضربات وحاولتا الإطاحة بالنظام الكوري الشمالي وتغيير النموذج السياسي في شبه الجزيرة الكورية، فستمنعهما الصين من فعل هذا".

وكانت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية قد ذكرت الخميس، أن جيش البلاد سينتهي منتصف أغسطس/آب الجاري من وضع خطط لإطلاق 4 صواريخ متوسطة المدى فوق اليابان لتسقط قرب "غوام".

وقال ترامب إن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، لن يفلت بتصريحاته "المروعة" وعدم احترامه أميركا.
وقال ترامب للصحفيين في نيوجيرسي: "لنرَ ما سيفعله في (غوام). إن هو فعل شيئاً في (غوام)، فسترى كوريا الشمالية حدثاً لم ير أحد مثله من قبل".

وبعد قليل من حديث ترامب، قال وزير دفاعه جيمس ماتيس للصحفيين، إن الولايات المتحدة ما زالت تحبذ النهج الدبلوماسي في التعامل مع التهديد الكوري الشمالي وإن الحرب ستكون "كارثية".

وسئل ما إن كانت الولايات المتحدة مستعدة لأي عمل عدائي من كوريا الشمالية، فأجاب: "نحن مستعدون".

ولا تزال كوريا الشمالية، من الناحية الرسمية، في حالة حرب مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية؛ لأن الصراع الذي اندلع بين 1950 و1953 انتهى بهدنة وليس بمعاهدة سلام.


التعليقات