“فايننشال تايمز”: أمراء يطالبون بمنع بن سلمان من العرش ومخاوف غربية من تهوره
- القدس العربي الإثنين, 12 نوفمبر, 2018 - 09:25 مساءً
“فايننشال تايمز”: أمراء يطالبون بمنع بن سلمان من العرش ومخاوف غربية من تهوره

قالت صحيفة “فايننشال تايمز” إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد يفقد الكثير من صلاحياته. ونقلت عن مسؤولين غربيين قولهم إن بن سلمان أصبح عبئا ولا يمكن الاعتماد عليه في ملف إيران والتسوية السلمية بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
 
وأضافت أن عملية قتل خاشقجي الشهر الماضي أثارت قلق حلفاء السعودية الغربيين، مضيفة أن سلطة محمد بن سلمان تتعرض لتهديد حيث يواجه محاولات داخلية للحد من سلطاته الواسعة في أعقاب مقتل خاشقجي. وقال شخص مقرب من العائلة المالكة إن مجموعة صغيرة من الأمراء تقوم بالتآمر ضد الأمير محمد الذين يعتقدون أنه عرض موقف المملكة العالمي للخطر من خلال عملية خرجت عن سيطرة البلاط الملكي بقتل جمال خاشقجي.
 
وبحسب شخص استمع لشكاوى الأمراء وحوارات أقارب ولي العهد فقد طالبوا العائلة المالكة أن لا تصادق على تولي محمد العرش بعد وفاة والده. وفي الوقت الذي قال فيه ولي العهد أن العدالة ستتحقق في قتل خاشقجي إلا أن الرواية المتناقضة من الحكومة قللت من مصداقيتها، ففي البداية قالت إن خاشقجي دخل وخرج القنصلية طوع إرادته ثم عادت وغيرت الرواية وأكدت مقتله خطأ نتيجة “شجار” ثم قالت لاحقا إنه قتل عبر عملية مدبرة على يد فرقة قتل أرسلت إلى تركيا خصيصا.
 
 ورغم خطورة وضع الأمير إلأ ان المسؤولين الغربيين ينفون فكرة الإطاحة به خاصة أنه سيطر على مفاصل الحكم في البلاد، بما في ذلك القوات المسلحة والأمن. ولا يوجد مرشح واضح لكي يحل محل الأمير محمد الذي بنى قاعدة شعبية بين الشباب بسبب الإصلاحات التي قام بها. وحل محمد محل ابن عمه محمد بن نايف في العام الماضي. وينسب الفضل للأخير في مكافحة الإرهاب والتعاون مع الولايات المتحدة في حرب القاعدة. وحركة بن نايف مقيدة منذ الإطاحة به.
 
وكشف ولي العهد عن وحشية ضد أقاربه عندما سجن عددا منهم في فندق ريتز كارلتون بالرياض بذريعة مكافحة الفساد. ويقول كريستيان كوتس أوريتشسن، من جامعة رايس إن العائلة المالكة تحاول بناء وحدة في وقت الأزمة من أجل النجاة. وأضاف ” – م ب س – لم يرد أن يبدو في عيون العائلة كعبء وربما شاهدنا نهاية للقرارات الديكتاتورية داخل العائلة والتي اتخذها العام الماضي” و “ربما كان هذا هو الثمن الذي سيدفعه للبقاء في الحكم”.
 
وقال مسؤولون غربيون إن الملك سلمان يرغب في الحفاظ على بعض السلطات التي يتولاها بن سلمان في أعقاب جريمة القتل في قنصلية السعودية في اسطنبول. ووصف المسؤولون الغربيون أميرا “متهورا” متعطشا للسلطة ويحاول الهيمنة على البلاد والمنطقة بشكل عام. وأضافوا أنه سيظل في منصب ولي العهد رغم عدم الارتياح من تصرفاته في داخل وخارج المملكة. ووصفت السلطات التركية العملية داخل القنصلية التركية بالمدبرة. وقالت الرياض إنها تحقق في العملية وستعاقب المتورطين.
 
 وتقول الصحيفة إن قرارات الأمير محمد من اختطاف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وحرب اليمن وقتل خاشقجي جعلته في نظر الكثير من الحلفاء الغربيين يمثل خطرا عاليا، خاصة أنهم يتعاملون مع المملكة كحاجز للاستقرار بالمنطقة وقوة أمام التوسع الإيراني.
 
 وقام الملك سلمان بالحد من سلطات ابنه عندما خفف من حماسته بشأن الصفقة التي يعدها صهر ومستشار الرئيس دونالد ترامب، جارد كوشنر لتسوية النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وربما وسع من تأثيره أبعد من الحلقة المغلقة التي يعتمد عليها ابنه في اتخاذ القرارات.
 
 إلا أن شخصا مقربا من الحكومة نفى خططا بهذا الشأن. وتقول الصحيفة إن القوى الغربية تحاول استغلال ضعف ولي العهد والحصول منه على تنازلات بما في ذلك الدفع باتجاه تسوية سلمية في اليمن وفك الحصار عن قطر. وقال مسؤول غربي: “نريد تحركات في ملف حقوق الإنسان والمعتقلين” وأضاف “الجميع يتطلع لتقدم في اليمن وتحرك المملكة لعمل شيء”.
 
وقررت الولايات المتحدة وقف عمليات توفير الوقود في الجو للطيران السعودي أثناء القيام بالغارات في الوقت الذي يتزايد فيه الضغط على السعودية لوقف الحرب الدموية التي مضى عليها أكثر من ثلاثة أعوام وأدت إلى كارثة إنسانية.

وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية مايك بومبيو تحدث لولي العهد السعودي وأكد على أن الولايات المتحدة ستحاسب المتورطين في القتل وعلى السعودية عمل نفس الأمر حسب بيان من الخارجية الأمريكية.
 


التعليقات