إندبندنت: الحكام العرب الطغاة هم من سيطيحون بحلفائهم الغربيين
- وكالات السبت, 01 ديسمبر, 2018 - 03:55 مساءً
إندبندنت: الحكام العرب الطغاة هم من سيطيحون بحلفائهم الغربيين

[  الكاتب البريطاني: الشرق الأوسط سيحدد مصير ترامب (رويترز) ]

يقول المراسل الصحفي البريطاني روبرت فيسك إن حكام الشرق الأوسط "المستبدين" دائما ما ينتهي بهم المطاف بإسقاط حلفائهم الغربيين، وهم الآن قد ألقوا حبالهم حول البيت الأبيض الأميركي.
 
وتكهن فيسك -في مقاله بصحيفة إندبندنت- بأن سقوط نظام الرئيس دونالد ترامب لن يكون بسبب علاقاته بالروس أو فساده أو تحريه الكذب على شعبه أو بغضه النساء أو عنصريته تجاه المهاجرين، ولا حتى اضطراباته العقلية.." زاعما أن الشرق الأوسط هو الذي سيقرر مصيره.
 
وقال الكاتب إن الشرق الأوسط بدأ ينصب حباله بالفعل حول البيت الأبيض، واصفا ترامب بأنه "صديق لدولة في غاية الخطورة تُسمى المملكة السعودية".
 
وأضاف أن الرئيس الأميركي تبنى سياسة إسرائيل الخارجية وكأنها تخصه هو شخصيا، ودعم "بكل أريحية احتلالها غير الشرعي للأراضي الفلسطينية العربية، ومزق اتفاقية مستوفية الشروط القانونية مع إيران".
 
وشن الصحفي البريطاني هجوما لاذعا على الحكام العرب الذين وصفهم بالطغاة الذين يتملكهم هاجس السلطة وما يكتنفها من مخاطر، وحبهم للتملك وكنز ثروات لا حصر لها، بحسب وصفه.
 
وزعم أن هؤلاء الحكام يعتبرون بلدانهم بتاريخها "ملكا خاصا لهم يتصرفون به كيف يشاؤون". فهم -يقول فيسك- "يستطيعون زج عشرات الآلاف من معارضيهم في السجون أو إلقاء براميل متفجرة على رؤوسهم، أو تقطيع أوصال صحفي عنيد".
 
الولاء الصادق
 
لكن هؤلاء "الطغاة" ما كان لهم أن يتحكموا في رقاب الناس لولا بعض "الولاء الصادق" من شعوبهم، على حد تعبير المراسل.
 
بيد أن فيسك لا يلقي اللوم كله على شعوب الشرق الأوسط، فهو يرى أنه ما كان للطغاة أن يسدروا في غيهم لولا دعم من الحكومات الغربية.
 
وخص الكاتب ترامب بهجوم شخصي حين قال إن الرئيس الأميركي –تماما مثل حلفائه "الخطرين" بالشرق الأوسط- يريد العيش في فردوس ومولع بمتع الزعامة ويعشق المخاطرة.
 
وترامب -برأي فيسك- لا يؤمن بالتاريخ أو الأخلاق، ويثق بنفسه فقط "ولهذا فإن كثيرا من الطغاة العرب" يحبونه ذلك لأن لديهم كثيرا من الصفات المشتركة معه.
 
ويفهم الطغاةُ العرب الغربَ وأكاذيبه وشغفه ببيع السلاح إلى الشرق الأوسط، وتهافته على النفط. غير أن الغرب ببساطة -يقول الكاتب- لا يفهم الشرق الأوسط.
 
وتطرق فيسك لجريمة اغتيال خاشقجي في تركيا. وسخر من القنصل السعودي محمد العتيبي عندما اصطحب مراسل وكالة رويترز في جولة بأرجاء مقر القنصلية بغرض إقناعه في سذاجة بأن جثة خاشقجي غير موجودة بالخزانات والأضابير.
 
فالعرب يفهمون الغرب "فهم ليسوا أغبياء" لأنهم -كما يقول- يشاهدون قناتيْ "سي أن أن، فوكس نيوز" بذات الاستخفاف الذي يشاهده بهما الليبراليون واليساريون الغربيون.
 
وأشار إلى الكاتب إلى أن العرب يدركون أن مواضيع -مثل الخوف من "الإرهاب الإسلامي" والاستقرار السياسي وأسعار النفط المنخفضة والأموال التي يغدقونها على الدول الغربية مقابل الدعم السياسي والقوة العسكرية- كلها قضايا تروق للغربيين شعوبا وحكاما.
 
وخلص إلى أن العرب والمسلمين الذين يعيشون في منطقة يطلق عليها الكثير من الأميركيين "الأرض المقدسة" ربما هم من سيقرر مستقبل ترامب الذي يعتقد بدوره أنه هو من يستطيع تقرير مستقبلهم.
 
على أية حال، فإن العالم اليوم مكان رديء لكن يظل الشرق الأوسط "الأشد غدرا" كما يعتقد فيسك في خاتمة مقاله.
 


التعليقات