رغم التصريح بعداءه للمسلمين.. لماذا تفضّل طهران نجاح ترامب بالرئاسة الأميركية؟
- هافينغتون بوست عربي الإثنين, 02 مايو, 2016 - 05:41 مساءً
رغم التصريح بعداءه للمسلمين.. لماذا تفضّل طهران نجاح ترامب بالرئاسة الأميركية؟

يتم التعامل مع دونالد ترامب في إيران باعتباره مصدراً للتسلية واللهو – ويذكّر أسلوبه الخطابي وتصريحاته الملتهبة العديدين بالرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد.
 
ونشرت مجلة سيدا الأسبوعية الإصلاحية مؤخراً تقريراً خاصاً يتناول "ظاهرة ترامب وأوجه التشابه بينه وبين أحمدي نجاد". فقد حمل الغلاف الأمامي للمجلة-بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية- ملصقاً سينمائياً يصف المرشح الرئاسي الأوفر حظاً وهو يشهر سيفاً، وفي الخلفية يقف الرئيس الإيراني السابق مرتدياً قبعة رعاة البقر؛ ويحمل التقرير عنوان "اتحاد أتباع النظرية الشعبية؟"
 
وغالباً ما يتم التعامل مع السباق الرئاسي الأميركي في إيران من خلال منظور الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى العظمى الست في العالم خلال الصيف الماضي في فيينا. وقد أصبحت تلك الاتفاقية سارية اعتباراً من شهر يناير/كانون الثاني 2015 حينما تم رفع العقوبات المفروضة على إيران كجزء من عملية التنفيذ.
 
و يتمثل التساؤل الرئيسي بين الإيرانيين فيما إذا كان الرئيس الأميركي القادم سوف يواصل توقيع التنازلات عن العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وقد يؤدي رفض القيام بذلك إلى تهديد الاتفاق النووي.
 
 
كلينتون أكثر تشدداً
 
امتنعت السلطات الإيرانية عن تأييد أي من المرشحين في السباق إلى البيت الأبيض؛ ومع ذلك، هناك مخاوف دفينة بشأن تبعات نتيجة الانتخابات على الاتفاق النووي. ويعتقد البعض أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون سوف تتخذ موقفاً أكثر تشدداً من موقف باراك أوباما بشأن إيران.
 
وذكر محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني وأحد مهندسي الاتفاق النووي، أن إيران لن تتدخل في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة. ونُقل عنه قوله خلال زيارته إلى تايلاند "إننا نشاهد ونراقب العملية عن بعد لنعرف من سيكون الرئيس القادم. ومن الطبيعي أن الشعب الأميركي هو صاحب القرار".
 
 
كيف أوصل الإيرانيون ريغان للرئاسة الأميركية؟
 
لم تكن إيران مراقباً سلبياً مطلقاً – يعتقد العديدون أن طهران لعبت دوراً هاماً في وصول رونالد ريغان إلى السلطة خلال الثمانينيات، وسط الضجة بشأن أزمة الرهائن المشينة منذ أكثر من 35 عاماً والتي أثرت على الرئيس الأميركي في ذلك الوقت جيمي كارتر.
 
لم يكن ترامب اسماً مجهولاً تماماً داخل إيران قبل الترشح للرئاسة الأميركية. فقد تمت ترجمة خمسة كتب له على الأقل إلى اللغة الفارسية وقرأ الناس الكثير عن معاملاته التجارية.
ويعتقد النائب الإيراني حيدربور شهرزايي، عضو اللجنة البرلمانية للأمن القومي والسياسة الخارجية، أن فوز ترامب لن يؤثر على الاتفاق النووي حيث يلتزم الكونغرس الأميركي باحترام المعاهدات الدولية. وذكر موقع تابناك الإخباري الإيراني أنه قال "لن يستطيع ترامب أو غيره إلغاء الاتفاق النووي".
 
وأخبر الأستاذ الجامعي ناصر هاديان صحيفة Shargh اليومية هذا الأسبوع أن إيران سوف تستفيد بصورة أكبر إذا أصبح المرشح الجمهوري رئيساً. وقال هاديان"سيكون من الأيسر أن تتعامل إيران مع ترامب".
 
ويرى هاديان أن ترامب يفتقر إلى المصداقية بين الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة وسيكون من الصعب عليه توحيد جبهته ضد إيران في المستقبل، مما سيساعد طهران على تجنب مواجهة الجبهة الغربية المتضافرة.
 
غير أنه استدرك قائلا "الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفعله ترامب هو شنُّ الحرب وهذا وما ينبغي أن نتوخّى الحذر بشأنه".
 
 


التعليقات